يكتب جاستن صلحاني أن المصريين يستعدون للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الاثنين لبدء المرحلة الأولى من انتخابات مجلس النواب، في عملية من مرحلتين تشمل داخل البلاد وخارجها. سبق للمصريين المقيمين في الخارج أن أدلوا بأصواتهم يومي 7 و8 نوفمبر.
شهدت مصر في الآونة الأخيرة حضورًا إقليميًا متزايدًا، إذ شاركت إلى جانب قطر في التوسط لوقف إطلاق النار في غزة، كما أرسلت دبلوماسيين إلى لبنان خلال الأسابيع الماضية.
تأتي هذه الانتخابات بعد انتخابات مجلس الشيوخ العام الماضي، ويتوقع أن تكون الأخيرة في فترة عبد الفتاح السيسي الثالثة، ما يجعلها محطة سياسية حاسمة في تحديد شكل المرحلة المقبلة.
 

تفاصيل التصويت والمراحل
ينتخب المصريون 596 عضوًا في مجلس النواب: 284 عبر النظام الفردي و284 من خلال القوائم الحزبية المغلقة، إضافة إلى 28 عضوًا يعيّنهم رئيس الجمهورية. يخصص ربع المقاعد للنساء.
تشرف على عملية الفرز 70 لجنة مركزية عبر 5,606 لجنة فرعية، وتُجرى الانتخابات على مرحلتين:
المرحلة الأولى تشمل 14 محافظة بينها الإسكندرية وأسيوط وأسوان والجيزة والأقصر وسوهاج والبحر الأحمر، بينما تشمل المرحلة الثانية القاهرة والدقهلية ودمياط والشرقية وشمال سيناء والسويس وغيرها.
تُعلن نتائج المرحلة الأولى في 18 نوفمبر، بينما تجرى جولة الإعادة – إذا لزم الأمر – في أوائل ديسمبر داخل مصر وخارجها. تبدأ المرحلة الثانية للمصريين في الخارج يومي 21 و22 نوفمبر، ويصوّت المقيمون داخل البلاد يومي 24 و25 من الشهر نفسه، على أن تصدر النتائج في 2 ديسمبر. في حال الإعادة، تُستكمل العملية منتصف الشهر، وتعلن النتائج النهائية في 25 ديسمبر.
 

خريطة المنافسة الحزبية
يقسم النظام الانتخابي الدوائر إلى أربع مناطق للقوائم الحزبية: القاهرة والدلتا الوسطى والجنوبية (102 مقعد)، صعيد مصر شمالًا وجنوبًا ووسطًا (102 مقعد)، والدلتا الشرقية والغربية (40 مقعدًا لكل منهما).
تتنافس الأحزاب السياسية على 284 مقعدًا بنظام القوائم المغلقة، إذ يجب أن تحصل القوائم على موافقة رسمية قبل خوض السباق. تضم القوائم المشاركة 12 حزبًا سياسيًا إلى جانب “تنسيقية شباب الأحزاب والسياسيين”.
من أبرز القوائم المشاركة: “القائمة الوطنية من أجل مصر”، و“قائمة الجيل”، و“القائمة الشعبية”، و“صوتك لمصر”، و“نداء مصر”. أما المقاعد الفردية البالغ عددها 284 فتوزع على 143 دائرة انتخابية.
أفادت تقارير “الأهرام أونلاين” بأن تصويت المصريين في الخارج جرى بسلاسة، حيث شُكلت 139 لجنة انتخابية في 117 دولة، فيما أنشأت وزارة الخارجية غرف عمليات على مدار الساعة للتنسيق مع الهيئة الوطنية للانتخابات في القاهرة.
 

أهمية الانتخابات في مستقبل مصر
يخدم أعضاء مجلس النواب لمدة خمس سنوات، وقد انتُخب المجلس الحالي في أواخر عام 2020 وتنتهي ولايته في يناير 2026.
تكتسب الانتخابات الحالية أهمية خاصة لأنها تجري في ظل الولاية الثالثة للسيسي، التي يفترض أن تكون الأخيرة دستوريًا. في عام 2019، عدّل البرلمان الدستور لتمديد فترة حكمه حتى عام 2030، ومع ذلك يتوقع كثيرون احتمال إدخال تعديلات جديدة تسمح بفترة أطول.
عمل السيسي في السنوات الأخيرة على إعادة تشكيل الاقتصاد المصري عبر تحرير الأسواق، لكن ارتفاع الأسعار وغلاء المعيشة أثقلا كاهل المواطنين الذين يتوجهون إلى الانتخابات وهم منشغلون بأوضاعهم المعيشية.
تشمل أبرز القضايا التي تشغل الناخبين الخدمات الصحية، والرعاية الطبية، وقانون الإيجار الجديد الذي يهدد ملايين المستأجرين في العقارات القديمة.

يرى محللون أن هذه الانتخابات قد تحدد الاتجاه السياسي لمصر بعد نهاية عهد السيسي. كتب حليم حنيش، الباحث القانوني في معهد التحرير لسياسات الشرق الأوسط، أن “برلمان 2025 سيصبح الأداة القانونية والسياسية التي تمر من خلالها السلطات المصرية لتمرير القرارات الحاسمة لما بعد 2030، وأن تركيبته ستعكس بوضوح نوايا الدولة تجاه المستقبل”.

في ضوء ذلك، تنظر الأوساط السياسية إلى هذه الانتخابات باعتبارها اختبارًا لاستمرارية النظام الحالي وتوازن القوى داخل البرلمان المقبل، وسط توقعات بأن يبقى المشهد العام تحت سيطرة التحالفات الداعمة للرئاسة.

https://www.aljazeera.com/news/2025/11/9/egyptians-set-to-head-to-the-polls-in-parliament-vote